كم غريب أمرك أيها الحب
تجعل من العصفور ذئب
وتجعل من الذئب عصفور
تجعل الورد شوكاً
وتجعل المُر زهور
وهذه قصتنا تشهد على ذلك:
كنت رجل متماسك،،غليظ القلب
أبني من الكبرياء قصور
عرِفتُ داء القلوب
فهربت من الحب شهور وشهور
إلى أن رأيتها في سهل لا يقل جمال عن وجنتيها
كأن على جبينها الأزهار تاج!
والصفاء والسكينة قد حلا عليها
فشعرت أنني مسحور
فدنوت منها لعل رموز فك السحر في عينيها..
فوارت عينيها عني
ونَظَرتْ إلى البساط الأخضر وكأن شئ وقع من بين يديها
فأثارت دهشتي!
وفضولي، وجنوني..
أإلى هذا الحد خزائن من الخجل لديها!
ولحظات الصمت وشرود نظراتها قربتها إليا
فَفُتِنْتُ أمام عظيم أوصافها
ورفعتُ راياتي
هُزمتُ من أول جولة
وسلمتُ للعشق شراعاتي
فأخبرتها بعشقي.. فحدثتني:
أستشعرُ عشقك نسيم ملأ مساماتي
هز كياني ورسم على وجهي بعد غياب ابتساماتي
وأمالت رأسها على صدري
وهنا بدأت أخر حكاياتي
لاحظت أنها تعشق الظلام
شاردة الذهن أمامي
تتلعثم في الكلام
فسألتها.. فأجابت:
يا حبيبي إن حبيبتك عمياء
تُخبئ عينيها عنك خوفاً
لا من شدة الحياء
أكتم صوتي بداخلي
أخاف أن يكسر ضعفي إليك بداخلي الكبرياء
فأصابني ذهول ورفعت عينيا إلى السماء
لا أدري ماذا أفعل؟
هل أتركها؟
أم أُسطر آيات الوفاء؟
نعم سأهجرها..
لا بل سأتلوا تراتيل الولاء!
إخترتُ حبي وسألتها:
حبيبتي أتتزوجيني؟
فأجابت
يا حبيبي بين وبينك العينان حائلاً يُدميني
وأخاف أن يتحول عشقك شفقة تكويني
فأخذني شرودي أُحدثُ نفسي:
حال إبصارها بيني وبين هواها!
ماذا أفعل فلم أعشق من النساء سواها؟
وفي يوم جائتني فرحة تناديني:
يا حبيبي..
جائني مُتبرع بعينيه!
سأقوم بالعملية حبيبي سوف أراك..
يامن تحمل هوايا..أنا ذوبني هواك..
فانطلقنا سريعاً فرُزقنا بنتيجة مُرضية..
زيَنَتَها العينان يا لجمال تلك الهدية..
صَرخْتُ بحُلمي سأتزوجها
هيا لنبدأ حياة هنية..
فحدثتني يا هذا!:
كيف أعيش معك وأنت بدون عينان
أنا أرى
أما أنت فلا تملكُ سوى الجفنان
ظننتكَ شاباً عفيُ كامل البنيان
أنت من طريق وأنا من طريق
وكلا طريقينا لا يلتقيان
فأجبتها قائلاً:
لي عندكِ طلب
فقالت تفضل؟
فقلت لها
إعتني بعينيا جيداً...
====
تحيــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــات